تحسبين الدقائق
أولدس هكسلي
Casa editrice: Rufoof
Sinossi
خفتَ صوت "روكسان" الفتاة المطيعة الهادئة وقد تسلط نظرها على عينين داكنتين كانتا تحدقان فيها من طرف القاعة البعيد لم تستطع أن تحوِّل بصرها عنهما وشعرت للوهلة الأولى بأنَها وقعت ضحية تينك العينين المتفرستين. من يكون هذا؟. قالتها بفمٍ جاف وصوت مرتجف ، أخبرتها صديقتها كلير من يكون إلاّ أن روكسان لم تنتبه لأنَّ كل همها كان مركزًا على ذلك الرجل الذي لم يحوِّل عينيه السوداوين عن وجهها الصامت وحركات جسمها النحيل ،ارتجفت وبصورة عفوية وضعت يديها حول كتفيها المكشوفتين ، شعرت بأنَّها ترتجف بالفعل وبأنَّ أعصابها توترت .. برغم ذلك أستطاعت أن تسجل في ذاكرتها بعضا من ملامحه الظاهرة.... قامة طويلة وجسم رشيق وبشرة برونزية وشعرٌ قصير لامع وجبهةٌ مليئة بالتجاعيد ،شفاه رقيقة في وجه يوحي بالقساوة والغطرسة إنّه الشر بعينه هكذا فكرت بعد أن غمرتها رعشةٌ أخرى ، لكن لماذا يحدق فيها هكذا؟ ولماذا لم تستطع أن تحوِّل نظرها عنه ؟ ومن تراه يكون؟. ذلك الرّجل هو "دون خوان راميريز" الذي فكَّر أنَّ موت خطيبته هو نهاية العالم فأغلق على نفسه أبواب الحياة وظلَّ يعيش بعيدًا عن الناس في مزرعته الموحشة طيلة عشر سنوات ولكنَّه صدفةً التقى "روكسان" الجميلة ليتفاجىء بأنّها صورة طبق الأصل عن خطيبته وهذا بحدِّ ذاته كافٍ ليجعله يخرج من عزلته بحثًا عن شعاع مستحيل . كيف يقنعها بحبه وهي ترتعش خوفاً كلما رأته، هذا الرجل الذي يلقبونه (بالنسر الأسود) لأنَّه يشبه طائرا جارحا؟. والسراب الذي وجده وتشبث به كالغريق..كيف يحوله إلى حقيقة؟