زوجات النبي - ومنهاج الإسلام في الزواج والطلاق
معتز أبو طالب
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
يحدد الإمام أبوحامد الغزالي مزايا الزواج وأهدافه في أربعة جوانب أولها الولد، فهو الأصل الذي شُرِع الزواج من أجْلِه؛ لإبقاء النوع؛ حتى لا يَخلو العالم من الجنس البشري، وثانيها ترويحُ النَّفس وإيناسُها بالمُجالسة والنظر والمُلاعبة، وفي ذلك قال: " إنَّ النفس مَلُولٌ، وهي عن الحقِّ نَفُور؛ لأنه على خلاف طَبْعها، فلو كُلِّفت المداومةَ بالإكراه على ما يُخالفها جَمَحت وتأبَّت، وإذا رُوِّحت بالمسرَّات في بعض الأوقات، قَوِيتْ ونَشِطت، وفي الائتناس بالنِّساء من الرَّاحة ما يُزيل الكرب، ويروِّحُ القلب، ويَنبغي أن يكون لنفوس المُتَّقين استراحاتٌ بالمُباحات"؛ وثالث هذه الأهداف يتمثل في تفريغ القلب عن تدبير المنزل، فالمرأة هي التي تتكفَّل بتهيئة أسباب المَعيشة؛ فإنَّ الإنسان لو لَم يكن له ميلُ الوِقاع؛ لتعذَّر عليه العيش في منزله وَحْده؛ إذ لو تكفَّل بجميع أشغال المنزل، لضاع أكثرُ وقتِه، ولَم يتفرَّغ للعلم والعمل، فالمرأة الصالحة عونٌ على الدِّين، بقيامها على زوجِها بشؤون البيت، واختلالُ هذه الأسباب شواغلُ للقلب، ومُنغصات للعيش.. ويوجد هدف رابع من الزواج يتمثل في مجاهدة النَّفس ورِياضتُها بالرِّعاية والولاية، والقيام بحقوق الأهل والصَّبر على أخلاقهنَّ.