المسألة الشرقية
محمد جميل
Publisher: Rufoof
Summary
"في المسألة الشرقية" هو عمل تاريخي بالأساس، إلا أنه لا يخلو من غرض سياسي قَصَدَ به «مصطفى كامل» نُصرَة القضية المصرية، عرَّف فيه المسألة الشرقية بأنها ذلك الصراع القائم بين دول أوروبا ودولة الخلافة العثمانية المترامية الأطراف ووجودها في قلب القارة العجوز، ولعل المتأمل يرى أن الغرض الأبرز من مناقشة مثل هذه القضية الكبيرة هو وضع حركة الاستقلال التي كان يقودها «مصطفى كامل» من أجل تحرير مصر في إطار مُحدد، من خلال التركيز على عداوة «بريطانيا» لمصر وللدولة العثمانية والعالم الإسلامي، فالمسألة المصرية لم تكن إلا حلقة في ما أصبح يُعرَف في السياسة الدولية في القرن التاسع عشر بالمسألة الشرقية. يقول مصطفى كامل في كتابه عن ضرورة المحافظة على سلامة الإمبراطورية العثمانية: " ولكن الحقيقة هي أن بقاء الدولة العلية ضروري للجنس البشري، وأن في بقاء سلطاتها سلامة أمم الغرب وأمم الشرق، وقد أحس الكثيرون من رجال السياسة و الإعلام أن بقاء الدولة العلية أمر لازم للتوازن العام وأن زوالها لا قدر الله مجلبة للأخطار ومشعلة لنار يمتد لهيبها بالأرض شرقًا وغربًا، وشمالا وجنوبًا، وأن هدم هذه المملكة القائمة بأمر الإسلام يكون داعية لثورة عامة بين المسلمين وحرب دموية لا تعد بعدها الحروب الصليبية إلا معارك صبيانية، وأن الذين يدعون لخير النصرانية في الشرق يعلمون قبل كل إنسان أن تقسيم الدولة العلية أو حلها يكون الضربة القاضية على مسيحي الشرق عمومًا قبل مسلميه، فقد أجمع العقلاء البصيرون بعواقب الأمور على أن دولة آل عثمان لا تزول من الوجود إلا ودماء المسلمين تجري كالأنهار والبحار في كل واد."