المنطق الحديث ومناهج البحث
محمد جميل
Casa editrice: أفاق للنشر والتوزيع
Sinossi
سلك المؤلف في تأليفه لهذا الكتاب منهجا محددا. فدرس فيه العلاقة بين المنطق القديم والمنطق الحديث، وعرض فيه للملاحظة والتجربة والفروض وطرق التحقق من صدقها، ثم عالج مسألتي التحليل والتركيب، والعلاقة بين السبب والقانون. وأخيرا عرض لمناهج البحث في كل من العلوم الرياضية والطبيعية وعلم الاجتماع والتاريخ. لهذا يعد هذا الكتاب الفذ مرجعا حيا دائما لكل قراء وطلاب المنطق ومناهج البحث. يقول محمود قاسم: "علمت أن الكتب لا تؤلف لطائفة خاصة، ولا لمستوى معين، بل يجب أن تكتب لبيئة ثقافية أكثر اتساعا، وأن تكون أكثر اتجاها إلى المستقبل منها إلى الحاضر. ومع ذلك رأيت أن التعمق في البحث لا يحول، ضرورة، دون السهولة في العرض، بل أعتقد أن أحد الأمرين نتيجة للآخر. وهذا هو ما أظن، في غير زهو، أنني حققته إلى حد كبير في هذه الطبعة". يتتبع هذا الكتاب الرحلة الطويلة التي قطعها المنطق منذ أرسطو حتى المنهج التجريبي، وحيث يرى المؤلف أن منطق أرسطو منطقا تاريخيا يعبر عن إحدى المراحل التي مر بها الفكر البشري، عندما كان مرتبطا بحركة العلوم في العصر القديم، وبخاصة العلوم الرياضية. بينما المنطق الحديث، وهو منطق الاستقراء أو المنهج التجريبي، فيسلك مسلك الاستدلال الرياضي. بمعنى أن كل منهج في البحث لابد أن يكون منهجا فرضيا استنتاجيا، وأن هذا المنهج العام في التفكير تختلف تفاصيله باختلاف طبيعة الموضوعات التي يعالجها في مختلف العلوم. وهكذا تنشأ الأساليب المنهجية الخاصة بكل علم منها، فتظهر الملاحظة والتجربة والمقارنة والإحصاء وهلم جرا، لكن الجوهر يظل واحدا، وهو أن يضع الباحث فروضا لكي يستنبط منها نتائجها، ثم يتحقق من صدقها، إما بالرياضة وإما بالملاحظة والتجربة.