تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى الاحتلال البريطاني
عبد العليم حسان
Verlag: وكالة الصحافة العربية
Beschreibung
كانت الدولة العثمانية منذ استتبَّ سلطانها بآسيا الصغرى على تصادُقٍ ومصافاةٍ لدولة المماليك الجراكسة المصرية، تدور بين سلاطينهما عقودُ المهادنة. وابتدأ ذلك من عصر السلطان الظاهر برقوق المصري ومُعاصره السلطان يَلْدِرِمَ «بايزيد» العثماني. وبقيت الأمور على هذه الحال إلى زمن السلطان «بايزيد الثاني» ابن محمد الفاتح؛ إذ نازعه أخوه الأمير «جَم» في الملك، فقاتله بايزيد وهزم جيوشه، وفرَّ جم إلى الأشرف قايتباي سلطان مصر ملتجئًا فأجاره، وطلب بايزيد تسليمه إليه، فلم يُجِبْه قايتباي، فحقد عليه. وانضم ذلك إلى النزاع القائم بينهما على إمارة أبناء ذي الغادر، التي كانت في حماية مصر، ثم تدخلت الدولة العثمانية في شئونها وادعت حمايتها .. واتخذ بايزيد ذرائع شتى إلى إعلان الحرب على الدولة المصرية، فجهز جيشًا عظيمًا توغَّل في البلاد الشامية إلى قُرب حلب؛ حيث التقى به جيشٌ للمصريين؛ فكانت الهزيمة على العثمانيين، فأتبعه بجيش آخر كانت عاقبته كسابقه. وزحف الجيش المصري على البلاد العثمانية فالتقى بجيش جرَّار عثماني، فكانت الحرب بينهما سجالًا مدة انتهت بالصلح والمصافاة، إلا أنها صارت سببًا للتنافُس والتزاحُم بين الدولتَين على بسط النفوذ والزعامة على الممالك الإسلامية.