الجواري دراسة وتراجم
زكي مبارك
Editora: وكالة الصحافة العربية
Sinopse
ارتبط عالم الجواري والغلمان بالحياة السياسية في الحضارة العربية الإسلامية بمختلف حقبها، نتيجة لعلاقة مجموعة هامة من هذه الفئة بأهل السياسة والحكم، ومن المعروف أنّ الحضور الفعلي للجواري كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالزمان والمكان، إذ كانت جواري العصر العباسي في المشرق والعصر الأموي في الأندلس أكثر تأثيراً في السادة من بقية العصور، حيث برزت في أواسط العصر العباسي أعداد كبيرة من الجواري داخل البلاط العباسي يقمن بخدمة زوجة الخليفة أو الخليفة شخصياً أو لأم الخليفة، وفي بعض الحالات كن يتواجدن جميعهن في قصر الخليفة معاً. وقد تعدّدت أدوار الجواري في القصور وتنوّعت بتنوّع الحقب التاريخية، ولكنّ المحظية، التي جمعت كلّ ما أرادته الثقافة في الأنثى، وحدها هي التي استطاعت أن تخلّد اسمها في كتب التاريخ إذ أرادت الثقافة من المرأة أن تكون جميلة، ومطواعة، وولودة، وضعيفة أمام الرجل لا حياة لها دونه، وشاءت الثقافة السائدة أن تجعل الرجل مستسلماً أمام هذا الصنف من الجواري، ضعيفاً أمام دموعهنّ، ومسلّماً لهنّ مقاليد حياته، فكان هذا مفتاح تدخّل النساء محظيات كنّ أو أمّهات في عالم السياسة.