المقابسات
يوسف عز الدين عيسى
Editorial: وكالة الصحافة العربية
Sinopsis
"المقابسات" سفر مميز من الأدب الفلسفي، وهو من أهم ما كتب الفيلسوف والأديب العربي "أبو حيان التوحيدي"، الذي اختار لكتابه هذا عنوانًا غريبًا، وهو "المقابسات"، فالكلمة مشتقة من فعل "قبس"، ومنها قبس من نار، وفي المجاز "قبس منه علمًا، أي استفاد، ومعنى المقابسات أن يشترك اثنان أو أكثر في محاورة علمية أو فلسفية، فيقبس أحدهما العلم والمعرفة من الآخر، ويعطيه ما عنده منها، ويرى الدارسون أن التوحيدي قد تجاوز هذا التعريف، فلم يعد محتوى الكتاب مقابسات تجري بين طرفين، بل محاورات، وآراء، واختيارات، ومقالات، ومحاضرات، ضمها إلى بعضها دون ترتيب، فشكلت مادة الكتاب. وقد ألف التوحيدي كتابه هذا، في المرحلة الأخيرة من حياته، أي بعد أن فارق الوزير أبا عبد الله العارض وزير ابن عضد الدولة البويهي، الذي سامر التوحيدي في موضوعات أدبية وفلسفية وعلمية ولغوية، احتواها كتاب "الإمتاع والمؤانسة". وفي كتابه يرصد «التوحيدي» المجادلات الفلسفية التي سمعها بنفسه، وتلك الجلسات التي كان يعقدها جماعة من العلماء الذين ورد ذكرهم في الكتاب، وكل واحد منهم، علم من أعلام ذلك العصر، ويبدو أن تلك المجالس كانت تسودها الفوضى أحيانًا، فتتعدد مناحي القول، ويغيب التسلسل المنطقي في المناقشات، ويغلب التلاعب بالألفاظ على الدقة في التعبير الفلسفي.