كوني لي يا سيدتي
ياسمين عرفشة
Publisher: Rufoof
Summary
عادت ميلودي تسأله " كيف حاله ؟ " وأخذت تعبث بعصبية ،بعقد الخرز الطويل المتدلي على مقدمة ثوبها الفضي. رفع يده ليزيح خصلات شعره إلى الخلف محركاً كتفيه وكأنَّه يريحهما بعد انحناءٍ على طاولة العمليات فوق ذلك الرجل الذي دهسته سيارة الليموزين.. قال ببرود: " سينقلونه من غرفة الإنعاش في خلال ساعة". تنفست بارتياح قائلة :" أذن سيشفى ؟". أجاب " إن ساقه مصابة بكسور مضاعفة وحالتها سيئة ،ولكنّه إذا لقي العناية المناسبة فسيتمكن من السير عليها مرةً أخرى ، هذا إذا لم يصب بالتهاب رئوي أو جلطة رئوية في الأيام القليلة القادمة. ارتجفت ميلودي لكلماته المتشائمة هذه وعادت تسأله :" وإذا حدث له ذلك؟". أجاب: " قد يموت حين ذلك". شهقت بألم قائلة: " أوه لا..". شملها للمرة الثانية بنظرة باردة من عينيه الزرقاوين ثم قال " حسناً يا آنسه وورث إنَّ الناظر إليك يكاد يقتنع أنّك تهتمين بذلك حقاً". أجفلت من النبرة الجافة غير الودية في صوته قد يكون طبيباً ممتازاً وبالغ الوسامة ولكن إذ كان سلوكه نحوها يمثل ناحية أخرى من شخصيته فهذا يعني أنَّ شخصيته مازالت في حاجة إلى الكثير لتكتمل. قالت محتجة: "إنّني أهتمُّ بذلك طبعاً ،أهتم كثيراً .. متى أستطيع رؤيته؟". قال وهو مازال يوجه إليها نظرته اللاذعة: "ذلك ليس من رأيي أبداً " ثم مدَّ إصبعه تحت خيط العقد المتدلي على صدرها وأخذ يلف العقد عليه ، ما جعلها تقترب منه إلى أن كادت تلتصق به وهو يقول : " إنَّ آخر ما هو في حاجة إليه هو زيارةً من شخص مثلك..". كانت ميلودي وورث لطيفة ومهذبة وقد شاء قدرها أن تولد ثرية وهذا حتى الآن لم يكن يبدو لها مشكلة ،ثم ظهر جايمس لوغان في حياتها ليطلب منها أن تتوقف عن مساعدة الناس الذين لا يريدون إحسانها كيف يجرؤ على ذلك حسناً ، عليها أن تتحمل رؤية الابن لأنَّ أباه كان عجوزاً رائعاً ثم راعها أن وجدت نفسها تغرق في حب جايمس لوغان الصلب المتغطرس ، ولم تعرف ماذا يجب أن تفعل بهذا الشأن بعدما أخبرها أن المستقبل لا يمكن أن يجمعهما معا...ً