العجوزان
سيدني سميث
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
اتفق العجوزان على الحج إلى أورشليم معا، وتاقت نفساهما إلى عبادة الله في المدينة المقدسة. كان أولهما أفيم تراسيش سيفيليف، وهو فلاح على جانب من الثراء. أما صاحبه فكان اليشع بودروف وهذا لم يكن له من الثروة مثل حظ رفيقه. كان أفيم معروفا بين الناس بالاستقامة والجد والحزم، لا يشرب الخمر، ولا يدخن ولا يذكر أحد من الناس عنه أنه استعمل لغة فظة سوقية، أو لفظا قبيحا مستهجنا. ولعل دماثة أخلاقه كانت سببا في أن يرتقي منصب العمدة مرتين، أدى فيهما واجبات الوظيفة بأمانة. أما أليشع يتميز برقة القلب ، فلا يمكنا أن نصفه بالغنى أو الفقر، فقد كان وسطا بينهما. اشتغل بالنجارة سنوات طويلة، فلما تقدمت به السن آثر أن يستقر في داره، واتجه إلى تربية النحل، التي كانت تدر عليه من الرزق ما يكفي حاجاته. وكان له ابنان كرفيقه أفيم، ولكن أحدهما ترك القرية وذهب يضرب في مناكب الأرض سعيا وراء الرزق. أما الثاني فظل إلى جوار أبيه. كان العجوزان قد تعاهدا على القيام بهذه الرحلة منذ أمد طويل.. بل وأعدا العدة للارتحال معا إلى أورشليم.