الحيات
إسماعيل د. بليغ حمدى
Editora: وكالة الصحافة العربية
Sinopse
لعل الزائر الذي يطرق حديقة الحيوانات لا يستوقف نظره شيء أكثر مما تستوقفه تلك الثعابين السجينة في بيوتها الزجاجية. فهي على الرغم من نعومة ملمسها وجمال منظرها تبعث في النفس شيئاً من الاشمئزاز والكراهية، وعلى الرغم من سجنها والأمان من شرها يهتز القلب فزعاً منها ولعل السر في ذلك تلك الاعتقادات السائدة التي تناقلها الناس جيلاً بعد جيل عن فتكاتها وخيانتها حتى جاء ذكرها في كثير من تشبيهات الكتاب وخيال الشعراء على أن الكتب السماوية سبقتهم إلى ذكرها. وقد يكون ذلك راجعاً إلى شكلها الطبيعي ووقوفها شاخصة لا تغمض ولا تطرق، وحركات ألسنتها الدائمة السريعة ، واعتقاد الناس خطأ أنها أعضاء اللدغ منها فترى أثر الخوف منها شديداً في نفوس الكبار الذين عرفوا شيئاً عنها، لكن الأطفال الصغار لا يدركون قليلاً ولا كثيراً من أمرها، وكذلك صغار القردة قد ترى الثعابين زاحفة فلا تخشى أن تقترب منها وتلمسها وتلعب بها.