التحنيط
شادي إيهاب
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
اِستلهم المصريون القدماء من عقائدهم الدينية فكرة الخلود والبقاء، فهدتهم عقولهم إلى إخراج فن (التحنيط) وسيلة لحفظ الأجساد، وهذا النبوغ الذي كانوا على كفاية فيه وسائل دفعها الجد فبلغت الكمال شأنًا وغاية، وظلّت على مدى العصور مقرونة بالمجد والعظمة. فتطلع العالم إلى هذا الفن يستضئ بهدية، ووجّه الباحثون عنايتهم إلى الأخذ من نهله وإن كانت تجاربهم العديدة لم تهدهم إلى أمثل من الطريقة التي هدى إليها قدماء المصريين ببراعتهم الفائقة، ومقدرتهم الفذة. وأمدّ الغربيين والأمم من حولهم بما اِستحدثوه في هذا الفن فحاله الناس خلقًا جديدًا، بينما ظلّت مصر مستغرقة في سباتها تكاد تنسى ما كان لأبنائها الأقدمين في العصور الخالية من مجد، ورأيناها تأخذ عن الغرب من هذا الفن ما كان قد اِقتبسه عنها، فما لبث المختصون أن تنبهوا إلى عظيم نفع هذا الفن فزادهم إيمانهم بواجبهم نحوه نشاطًا وأكسبهم ثباتًا، وكان لزامًا أن يبلغوا في إحيائه الغاية التي تطلعوا إليها ليعيدوا لمصر في حاضرها أجمل ذكريات ماضيها.