روح الاعتدال
نور الصباح
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
إذا كان المريض المحموم يتطلع دائمًا إلى ما يلطف عنه عناء المرض وحرارة الحمى فكذلك النفوس المضناة من هموم هذه الحياة المرتبكة تتطلع إلى التحرر من قيودها وتنزع إلى البساطة والإعتدال. والإعتدال بنوع خاص لا يتقيد بالظروف والحالات التي يتطور فيها المجتمع، ولا بالنظريات الفلسفية العقيمة التي ينسبها واضعوها لحاجة الإقتصاد والتمدين والرقي الإجتماعي. لأن الإعتدال روح عالية تشرف على العقل والنفس وتوجههما في السبيل السوي بدون أن تبعدهما عن العمل لما فيه رقي الفرد والجماعة. فكل من يتطلع إلى الإعتدال ويعمل بمقتضياته فإنما يعمل حقيقة لخدمة النوع الإنساني من طريق الحق والعقل والعدل ويبني الرقي والتمدين على أساس ثابتة ودعائم قوية لا تعبث بها عوادي الحماقة والتطرف.