الأدب العربي - في ما له وفي ما عليه
إنجي هديب
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
الأدب أشرف أنواع العلم، وأجمل ألوانه، وألصقها بخلجات القلوب، وومضات العقول، ومزاياه هذه تكاد تظهر بداهة، ويقنع بها الحس والوجدان في كل محادثة ومفاوضة ومظهر اجتماعي من أُمور الناس. وإنْ كنا لا ننكر زيادة قوة وبهاء للأديب حين يضرب بسهم صالح من العلم. وهناك أيضًا للأدب مزية أُخرى عظيمةُ الشأن، وأريد بها الثبات والخلود لقوامه وأركانه، فإن ما يحسب اليوم من محاسن القول وبليغ الكلام، كان يحسب هكذا منذ ألف سنة، بل ألفين وأكثر، وما هو اليوم رديء كان عند الأقدمين رديئًا، فمبادئُ الأدب ونواميسه في التعبير والتفكير لم تتغير في جوهرها وفي الكثير من أعراضها، وأمَّا نظريات العلوم ومبادئها فقد تغيرت مرارًا، بل انقلب بعضها رأسًا على عقب، ولا تزال عُرْضة للتغيير والتبديل والانقلاب.