العقل والوجود
مات هايغ
Publisher: Aldar Almasriah Allubnaniah
Summary
إن هذه السلسلة من كلاسيكيات الفلسفة تأليفًا وترجمة هي أبرز ما قامت عليه نهضتنا الحديثة، وهي ما تربت عليه الأجيال السابقة. وما أحوجنا اليوم لإعادة نشر هذه الكلاسيكيات من مؤلفات ومترجمات رائدة لتستفيد منها أجيالنا الشابة، وخاصة في ظل ندرة ما يكتبه المتخصصون المعاصرون في الفلسفة ومجالاتها المختلفة، وفي ظل غياب المنهج الفلسفي للتفكير في حياتنا المعاصرة، مما كان السبب المباشر لما نراه من تطرف وتعصب وجمود وعدم تقبل الآخر وفقدان القدرة على التحليل ونقد الأفكار. *** «العقل قوة إلهية، أو أكثر ما فينا ألوهية، له المحل الأول من بين قوانا، يتعقل الأمور الجميلة الإلهية، وتعقله هو السعادة القصوى». (أرسطو: كتاب الأخلاق، مفتتح الفصل السابع من المقالة العاشرة). «النفس هي على نحو ما الموجودات أنفسها، وذلك أن الموجودات إما محسوسة وإما معقولة، والعلم هو على نحو ما عين موضوعه، كما أن الإحساس هو عين المحسوس، لا الموضوعات ذاتها، فليس الحجر هو الذي في النفس، بل صورة الحجر. ولذا كان مستحيلًا في غيبة كل إحساس تعلم أي شيء ولا فهم أي شيء». (أرسطو: كتاب النفس، ص 431 ب). إن المذهب العقلي يؤمن بالعقل Intellectualisme ولكن المذهب العقلي المعتدل Modétré يؤمن أيضًا بالوجود ويقدّر تعلقه عليه، ثم إن أفلاطون قد سبق إلى بعض لمحات منه، ولكن أرسطو هو زعيمه الأول الذي استخلص معانيه الأساسية ومبادئه المنطقية والميتافيزيقية، وصاغ تعريفاتها، واستخرج نتائجها؛ وإن الفلاسفة الإسلاميين، وبخاصة ابن سينا وابن رشد، قد أسهموا فيه باللسان العربي المبين. فنحن نعود إلى هؤلاء جميعًا، ونؤيد شروحهم وأدلتهم ونبيِّن تهافت الذين حادوا عنها من الفلاسفة المحدثين.