أديب
مي حمزة
Publisher: العربية للإعلام والفنون والدراسات الإنسانية والنشر (أزهى)
Summary
قل ما شئت، واعجب بالشعر ما أحببت، واحفظ من وقوف الشعراء على الأطلال وبكائهم على الديار وذكرهم للظاعنين ما استطعت أن تحفظ، فسيظل هذا كله في نفسك كلامًا أجوف لا يحتوي شيئًا ولا يدل على شيء، حتى تقف موقفًا منذ حين كالذي وقفته بين هذه الأطلال عن يمينٍ وشمال، وحتى تذكر ما ذكرت من هذه الحياة القوية الغنية الخصبة التي كانت تملؤها الحركة والنشاط، وتضطرب فيها الأماني والآمال، وتختصر جيلًا مضى وتنبئ عن جيلٍ مقبل، فذهبت هباء وتفرقت في الأرض، ولم يبقَ منها في هذا المكان إلا صدى لا يحسه الناس جميعًا، ولا يقدرون وجوده، وإنما يحسه مثلك ومثلي من الذين اشتركوا في هذه الحياة وتأثروا بها وملئوا من صورها النفوس والقلوب. طه حسين