
غرام حائر - رواية
عمرو حسين ومصطفى شهيب
Verlag: العربية للإعلام والفنون والدراسات الإنسانية والنشر (أزهى)
Beschreibung
رأيت هذا فذكرت أن اليوم يوم جلوس الأمير الوارث على العرش الخالي، وأن هذا المهرجان إنما هو للاحتفال بجلوسه. فوضعت يدي على جبيني لتكون له متكئًا، وأرسلت بصري إلى هذه المدينة المتنقلة حتى انتهى الحفل وسكن ضجيج الشوارع، وهدأت جعجعة المراكب وسرى السكون في أحشاء المدينة، فترك عقلي كل شيء، وانصرف إلى الملك الجديد، ففكرت في مجده وجلال قدره وشموخ قصره، وفي البلاط من حوله والخدم رهن أمره، وفي صحاف الذهب يطوف به الخدم على جموع المهنئين كما يطوف الولدان المخلدون على الشهداء والصالحين، وفي الجمال الذي كسا القصر من فرعه إلى قدمه، والنعيم الذي غمر ساكنيه من ربه إلى خدمه، ذكرت هذا فقلت يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا! هذا ما صبت إليه نفسي يا رجاء في هذه الساعة وما نيله على الله بعزيز، لأن أبي كان من معلمي الأمير ومربيه أيام صباه، وبقي معه حتى بلغ أشده، وكان الأمير يحبه ويجله وينزله المنزلة التي لا يعلوها سوى الآباء.