البهاء زهير
مارك مانسون
Editora: Rufoof
Sinopse
يعرضُ مصطفى عبد الرازق في هذه الدّراسة لأحد أئمة النهضة الشعرية ،في العصرين الفاطمي والأيُّوبي وهو «البهاء زهير»، صاحب الحِسِّ المُرهَف، والأسلوب المصري الخالص في كتابة الشعر وانتقاء الموضوعات. ويُطوِّف بنا الكاتب بين نماذج شعرية فريدة في موضوعاتها وأسلوبها، تشعر في ألفاظها باللهجة المصرية من غير إخلال بقواعد اللغة العربية. كما يعرض لأهم عوامل النهوض في شعر زهير؛ وهي: الأسلوب الفريد، والأوزان الخفيفة، والموضوعات المتعددة التي أبحرت في كل نواحي الحياة المصرية. وقد وثَّقَت الدراسة اتصال البهاء زهير بكلٍّ من الأمير «مجد الدين اللَّمَطي» أثناء توليه إمارة قوص، والملك «الصالح نجم الدين أيوب» بعد انتقاله للقاهرة، ومثل هذه الدراسات التي تتناول سِيَر أعلام الشعر العربي تُخرج لنا ما يحويه تاريخنا الأدبي من كنوز لها مذاقها الفني الخاص. مقطع من الكتاب: "ولم يُحدِّثنا أحدٌ ممن ترجموا للبهاء زهير عن سيرة أبيه، غير أنَّا وجدنا في نسخة خطية قديمة بدار الكتب المصرية لديوان شعر البهاء زهير — رقم ٢٠٥١ أدب — وصفَ ويُنعت بذلك في العادة أهل الصلاح والتقوى. ،« بالعارف محمد قدَّس للهُ روحه » أبيه وانتقال والد البهاء زهير من مكة إلى قوص في تاريخ غير معروف، إلَّا أن كلام المؤرخين، كابن خلكان، يفيد أن البهاء زهيرًا قضى زمن صِبَاه في الصعيد، ونشأ الودُّ بينه وبين ابن مطروح في ذلك العهد.وربما يسبِق إلى الظنِّ أنَّ البهاءَ زهيرًا كان طفلًا حين هاجرتْ أسُرتُه إلى وادي النيل؛ لكنّا نجد في شعره قصيدتين يذكر فيهما عهده بالحجاز: أحِنّ إلى عَهدِ المُحَصَّبِ من مِنًى وَعَيشٍ به كانتْ تُرِفّ ظِلالُهُ.. ويا حبذا أمواههُ ونسيمهُ ويا حبذا حصباؤهُ ورمالهُ.. وَيا أسَفي إذ شَطّ عني مزَارُهُ ويا حزني إذ غابَ عني غزالهُ.. وكم ليَ بينَ المروتينِ لبانة وَبَدْرُ تَمامٍ قد حوَتهُ حِجالُهُ. مقيمٌ بقلبي حيثُ كنتُ حديثهُ وبادٍ لعيني حيثُ سرتُ خيالهُ.. وَأذكُرُ أيّامَ الحِجازِ وَأنثَني كأنّي صَريعٌ يَعتَريهِ خَبَالُهُ "