الحضارة اليمنية - الجزء الثاني
محمد العربي
Verlag: Takween Publisher
Beschreibung
في كتابه الحضارة اليمنية خزعل الماجدي يؤكد أن هذه الحضارة استطاعت ترويض بيئتها الجغرافية والمناخية لصالح بناء قاعدةٍ زراعية متقدمة رغم تذبذب أمطارها الموسمية وعدم وجود أنهارٍ فيها، وقد دفع ذلك بها نحو الإبتكار العبقري لبناء السدود العظيمة والصهاريج والأحواض الصخرية، ثم التحكم بسيول الطمي والأمطار وخلق بيئة زراعية خصبة تكفّلت بتوفير معظم غذاء أهلها طيلة زمن تلك الحضارة. ثم منحت أرضها، دون بقاع العالم كلّه، مصادر البخور واللُبان واللادن والمرّ والعطور والتوابل، فصارت اليمن مركز العالم التجاريّ بها ، ومنحها هذا المنجز فرصة التلاقح مع حضارات وشعوب العالم. هذا الجزء الأول من الحضارة اليمنية يصفُ ويحلّل ويناقشُ بثمانية فصولٍ مزودة بالمراجع والجداول والصور، سبعة منها مخصصة لعناصر هذه الحضارة وهي العناصر (الجغرافية، التاريخية، السياسية، القانونية، العسكرية، المدنية، الإقتصادية)، ويقدّم لها بفصلٍ تمهيديّ هو عبارة عن مدخلٍ لليمن والتعريف به وبمراجع الدراسات الخاصة به، والعلماء الذين عملوا على تنقيب آثاره وتدوين وقراءة نقوشه المكتوبة. وسيتناول الجزء الثاني بقية عناصر هذه الحضارة مع فصلٍ ختاميّ لمعايرتها والحكم عليها وعلى منجزاتها. في الجزء الثاني من كتاب الحضارة اليمنية يستكمل صورة هذه الحضارة بتسعة فصولٍ جديدة، بعد الفصول الثمانية للجزء الأول، حيث يصفُ ويناقشُ ويحللُ ثمانية عناصر من حضارتها هي العناصر (الفكرية، الإجتماعية، النفسية، المادية، الدينية، العلمية، الفنية،الأخلاقية) ويختتمها بفصلٍ خاصٍ بتقييمها وذكر منجزاتها المتفردة. وبذلك نكون قد قدّمنا، في الجزئين، كامل عناصر الحضارة التي درجنا على تقديمها في كتبنا عن الحضارات كلّها. ولابد من القول أن الإنسان اليمنيّ صنع حضارة عظيمة واستطاع أن يقدّم، في سبيكة واحدة متقنة السبك، الكثير من المتوازيات أو المتناقضات التي جمعها بعبقريةٍ نادرة، فهي حضارة خضراء بين الصحارى والبحار، وبين الممالك والقبائل، وبين المدن والقرى، وبين العبادات القديمة والتوحيدية، وبين الزراعة والتجارة، وبين التوق لتوسيع نفوذها والإنكماش على ذاتها، حضارة سادها توتّرٌ خلاّقٌ أنتج، في جدله ، حلولاً جديدة تنمُّ عن عبقريةِ شعبها وقدرته على التكيّف والإبتكار.