
أشياء للذكرى - وقصص أخرى
سعد العبد الله الصويان
Publisher: العربية للإعلام والفنون والدراسات الإنسانية والنشر (أزهى)
Summary
كان في قلبي فراغ تركه السلوان، وحنين إلى المجهول بعد أن خفت المشاكل.. ونحن نتطلع إلى الدنيا بعين الذين يودون ألا يفارقوها، خصوصًا إذا كنا معها في "حالة صلح" نرضع أحد ثدييها بأفواهنا ونتحسس بأكفنا ثديها الثاني، من فرط الحب والرغبة في البقاء.. وأحسست في هذه الأثناء أن قلبي معلق في هدف، وأن أي رمية ولو خرقاء لابد أن تصيبه في الصميم وكان الوقت صيفًا، ومعظم الموظفين في الإجازات حين دخل علي الساعي يستأذن لسيدة تريد أن تقابلني.. وبطريقة آلية أذنت لها. ولمحت أذيال ثوبها الأسود وهي داخلة من الباب.. ولما رفعت بصري لم أجد في وجهها أي شيء مما تتوقع، فلا تستطيع أن تتصور أنها محتاجة، ولا أن تتصور أنها في أزمة مالية، بل تحكم عليها فورًا أنها امرأة نصف متوسطة الحال والجمال.. كانت في طريقها إلى الميناء أو المحطة لتودع حبيبها العزيز فتحرك القطار، أو أقلعت الباخرة قبل وصولها هي بقليل، فأخذت طريقها عائدة إلى البيت والوله والشرود ينهشان جمالها نهشًا.