سيرة عالية
محبوبة خليفة
Maison d'édition: دار الفرجاني
Synopsis
إذا أحببنا الاستدلال على نصٍّ جدير بالقول إنه إبداع تفوَّقَت فيه الكاتبة محبوبةعلى نفسها سوف أرشِّح قصة «عمَّتي وتشرشل»؛ حيث استهلَّت نصَّها ببضعة أسطر: «غَفْوتُها مُقدَّسة. تلك الأيام لم أكن أملك ساعةَ يدٍ. ولا أعرف كم تستغرق هذه القيلولة المُقرَّرة بزمانها ومكانها. غير أنني أدرك -بغريزتي وبحبٍّ يملأ كياني- أنها هناك متمدِّدة، معتزلةً مَن حولها. ومَن كانوا حولها سيعتزلونها خوفًا وهيبةً واحترامًا»، ثم تنتقل إلى نَحْت شخصية العَمَّة وأحداث ترتبط بشخصية تشرشل واعجاب العمَّة بتلك الشخصية التي لا تعلم عنها شيئًا، مستعينة بالصبيَّة الصغيرة ابنة أخيها لتجلب لها مزيدًا من المعلومات عنه، ونعلم أن العمة ملكة بلا عرش في عائلتها، لها سُلطانٌ على الجميع، والقارئ يتابع ما يخصُّ العمَّة بانبهار شديد، فجأة نصل إلى الختام بأن تلك القيلولة التي بدأتها في مفتتح النص كانت طويلةً للغاية، رغم مأساوية الحدث، لكن تمكَّنَت الكاتبة من الترفُّق بمشاعر قارئها وسحبه من يده نحو تلك النهاية القاسية في الواقع، لكنها مشغولة باحترافيَّةٍ عالية حتى لا تؤذي مشاعره: «عمَّتي كانت قادرةً على هَزِّ جبال عائلتنا، فتُحدِث زلزالًا يتهاوى أمامه العَبُوسُ والحَزينُ والرَّزينُ والهادئُ والكتومُ. كانت قيلولتها، ذلك النهار، طويلةً... أطول ممَّا يجب...». - رزان المغربي - روائية ليبية