قصة الفن الحديث
لوسى سبيلمان
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
إن ما يسمى بالفن الحديث قد يكون رسمًا، نقشه أداء الفنانين البدائيين على كهوف لاسكو Lascaux في جنوب فرنسا من نحو عشرين ألف عامًا، كما قد يكون لوحة فرغ "بيكاسو" من رسمها صباح يوم، فما نعنيه بكلمة "حدیث" فيما يتعلق بالفن لا ينطبق على مدلول هذه الصفة كما تعرفها القواميس، وإنما يمتد تارةً فيشمل أعمالًا ترجع إلى أقدم العصور كما يضيق تارةً أخرى؛ فيستبعد أعمال بعض الفنانين المعاصرين، الذين يرسمون لوحات كان يمكن أن يعجب بها أجدادهم من نحو ستين عامًا أو يزيد. ويمكن القول دون خشية الشطط: إنه لم يكن بين أجدادنا من نحو ستين سنة، من يتذوق -وقل منهم من كان يعرف- بها أعمال سيزان Cezanne أو فان جوخ Van Gogh أو جوجان Gauguin أو سيرا Seurat، أولئك الذين يُعدون اليوم بلا نزاع أساتذة الفن الحديث. فالشائع في ميدان الفن، أن يقابل الجديد في أول الأمر بصدٍ ونفور، بل يستنكر أشد الاستنكار، ثم يمضي جيل ويأتي جيلٌ آخر؛ فيأخذ في تقبل هذا الجديد واستحسانه. فإذا جاء الجيل الثالث، رأينا هذا الجديد مكرمًا معززًا باعتبار أنه جزء من التراث الخالد. والغالب أن يغفل الجيل الرابع أمر ذلك الجديد بوصفه من القديم الذي عفى عليه الزمن.