ما تبقى لي
الغزالى حرب
Casa editrice: وكالة الصحافة العربية
Sinossi
لا يغني الكم المقروء عن الكيف، إنما القراءة للكتاب الذي يحرك البركة الآسنة ويفجر الأسئلة ويفتح مسالك البحث والكشف ويثير الدهشة ويقترح مزيدا من الإشكالات والأسئلة، وبهذا المعنى تكون القراءة إبحارا إلى عوالم جديدة واستكشافا لجزر مجهولة وارتيادا لآفاق بكر. ويكون القارئ حينها كحي بن يقظان تحلى بصفتي الحياة واليقظة من فعل القراءة وبناء هويته، فالهوية ليست شيئا ناجزا، إنما يصنعها المرء بفعل الاحتكاك والتثاقف ومدى تقبله للآخر المختلف ومعرفة ذاته من خلال معرفة ذاته في مرآة الآخر . بهذا المعنى تكون القراءة فعلا بنائيا للذات، لا ثقافة الأجوبة الجاهزة والذات المنغلقة على نفسها، الملغية لمن يختلف عنها . ذات تنشد السؤال وتتوسل بالحيرة في تواضع معرفي وبالكلمة- وفي البدء كانت الكلمة- ينفتح العقل والقلب معا على معنى الكدح والسيرورة والصيرورة معا، بما أن المعرفة هي تقويم وإصلاح ومحو وإثبات ،كما يرى غاستون باشلار.