في علم النفس الحديث - دراسات وبحوث
خالد خليفة
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
يُقسِّم علماء الفسيولوجيا الوظائف العُضوية إلى ثلاثِ طوائف: وظائف التَّغذية، وظائف الحسِّ والحركة، ثُم وظائف التناسُل. وتشمَل الأولى عمليَّات الهَضْم والدَّورة الدَّمويَّة والتنفُّس وإخراج الفَضَلات، وهذه العمليَّات مُجتمعةً تؤدِّي إلى نموِّ الأنسِجة وتوليد الطاقة والحرارة التي يَستهلِكُها الحَيوان في أثناء الحركة. أمَّا وظائف الحسِّ والحركة فهي التي تُحقِّق صِلةَ الحيوان ببيئته الخارجية، وتكون هذه الصِّلة مقصورةً في أبسط مَظاهِرِها على جلْب النافع وتجنُّب الضار. وبِتعاوُن وظائف التَّغذية والحِسِّ والحركة يَتحقَّق بقاء الفرد. وتختلِف مدَّة البقاء باختِلاف الأنواع الحيوانية بعد أن يمُرَّ الفرد بمراحِل التكوين الجنيني والطفولة والشباب والكُهولة ثمَّ الشيخوخة. ولكن هناك وظيفة أخرى تَظهَر بوادِرُها بعد انتهاء مَرحلة الطفولة - أي في مرحلة المُراهَقة - هي وظيفة التناسُل، وغرضُها تكاثُر النَّوع ومَنعُه من الاندِثار والموت. ويَنطوي هذا التَّوزيع في الوظائف على حِكمةٍ كبيرة ، وهي أنَّ وجود النوع هو الغاية التي تَرمِي إليها الطبيعة.