في ظلال الحرية
حسين محمد
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
في أحضان الحرية يتفتح الرأي، تمامًا كما تتفتح الزهور في ضوء الشمس، حيث يداعبها الندى ويعانقها النسيم. في ظل هذه الحرية تنبثق المواهب من مكامنها، مبتكرةً وخلّاقة، لتبني مقومات الأمة. الحرية هي التي تتيح للعدل أن يسطع، إذ لا يمكن للعدل أن ينمو إلا في ظلها. حين ينطق العدل، تتوازن الموازين، وتعتدل كفة الحق بفضل العلم والأدب والخلق والإنتاج، يتعلم الفرد معنى الجماعة، وتفهم الجماعة معنى الفرد، وتدرك الأحزاب معنى الأمة، وتستوعب الأمة معنى الأحزاب. ويصبح التنافس على الفضائل وبدائع الإبداع، متناغمًا كما تتناغم نغمات الموسيقى في مقطوعة خالدة. هكذا يتناغم نظام المجتمع، وتُشعِر الأمم السعيدة بظلال الحرية وتعمّ في أرجائها العدالة. إذا غابت الحرية، يموت العدل. وعندما يموت العدل، تختل الموازين، ويختلط الحق بالباطل. في تلك الحالة، يُعتبر الفاسد عبقريًا، والجاهل عالمًا، والسارق ماهرًا، والثرثار خطيبًا بارعًا. بذلك، يختنق الحق ويتعالى الباطل، ويختفي الاطمئنان، وتندثر المواهب في زحمة الفوضى.