حضارة العرب في الأندلس
أحمد محمد حسنين باشا
Casa editrice: وكالة الصحافة العربية
Sinossi
« في سنة ٣٤٥ ه عمل عبد الرحمن الناصر؛ صاحب الأندلس، مركبًا كبيرًا، وحشد فيه كثيرًا من بضائع الأندلس، وأرسله إلى بلاد المشرق؛ لتباع هذه البضائع هناك وتستبدل منها بضائع مشرقية» ففتحت هذه العبارة على المؤلف أبوابًا من وراء أبواب، وامتدت الكلمة في نفسه حتى خرج من حروفها كتاب، فوضع ما جمع من علم الأندلس كله في صدر رحالة مصري يقوم من الإسكندرية وافدًا إلى الأندلس في مركب الناصر هذا - فهو يرى ويسمع ويقص ويدوِّن ويصف ويستعين بما يعلمه وما يراه، وما يفتق له الخاطر ويهيئ الفكر - في رسائل يُضمِّنها وصف تلك الحضارة على اختلاف ألوانها، وشتَّى فنونها، وَصْف مؤرخ أديب فيلسوف يرحل للتاريخ وفلسفته، فيدرسه في كتبه وفي مواضعه ورجاله وأسبابه وحوادثه؛ وبذلك يستجمعه من أطرافه، ويحويه من أكنافه.