ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل - الجزء الأول
غادة محمد محمود
Publisher: Rufoof
Summary
فإن كتاب الله تعالى أحق ما أنفقت فيه نفائس الأعمار، وقصر على اعتباره وتدبره الملوان الليل والنهار، واعتمده موئلاً وملاذاً، واعتصم بعروته الوثقى وزراً منجياً وعياذاً، واستنزلت به البركات، واهتدى بواضحات أنواره عوالم الأرض والسماوات. فهو الهدى والنور، والشفاء لما فى الصدور، والواقى لمن تمسك به واعتلق بسببه من كل مخوف وحذور، والنعمة التي قصر عن الوفاء بشكرها كل مكتوب ومسطور، وأنٍِى يتصور الكفاء ويتوهم الوفاء بشكر: "قد جاءكم من الله نور ". وإن من مغفلات مصنفي أئمتنا رضى الله عنهم في خدمة علومه، وتدبر منظومه الجليل ومفهومه، توجيه ما تكرر من آياته لفظاً أو اختلف بتقديم أو تأخير وبعض زيادة في التعبير، فعسر إلا على الماهر حفظاً، وظن الغافل عن التدبر والمخلد إلى الراحة عن التفكر، أن تخصيص كل آية من تلك الآيات بالوارد فيها مما خالفت فيه نظيرتها ليس لسبب تقتضيه وداع من المعنى يطلبه ويستدعيه، وأن ليس على جميع الوارد من ذلك محرزات من المعاني عند ذوي الأفهام ومقتضيات من لوازم جليل التركيب من ذلك المعجز العلي من النظام، فلا يليق بكل من تلك الواضع إلا الوارد فيه وإن تقرير وقوع آية منها في موضع نظيرتها ينافي مقصود ذلك الموضع وينافيه.