
حرية الفكر وأبطالها في التاريخ
عبيد بن مبارك
Casa editrice: وكالة الصحافة العربية
Sinossi
أدار ظهره إلى «الكبار» والتفت إلى أولئك الذين كانوا منذ قليل إخوانه. فقال ، وكأنه يتضرع إليهم ، «أصغوا إليَّ، أصغوا إلي، وابتهجوا؛ لقد ذهبت إلى ما وراء الجبال.. ، ولقد وطئت قدماي أرضًا جديدة، وصافحت أناسًا آخرين، ورأت عيناي أشياء عجيبة... وكنت عندما أسأل أحدًا: ماذا وراء هذه الهضبات؟ كنت أُجاب بهز الرءُوس وبالصمت، وكنت إذا ألححت في السؤال أخذوني إلى العظام البيضاء، عظام أولئك الذين تجرءوا على تحدِّي الآلهة. وكنت أصيح وأقول: هذا إفك؛ إن الآلهة تحب الشجعان، فكان «الكبار العارفون» يأتون إلي ويقرءون لي من الكتب المقدسة، وكانوا يقولون: إن كل شيء في السماء وفي الأرض مرسوم بالناموس، وإن هذا الوادي - بنص الناموس - لنا، نملكه ونعيش فيه. لنا حيوانه وزهره وثمره وسمكه، نفعل بها ما شئنا، أما الجبال فللآلهة، وما وراء الجبال يجب أن يبقى مجهولًا حتى آخر الزمان .