السيادة العربية وَالشِّيعَة وَالإسرائيليات في عهد بني أُميّة
فاطمة شمص
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
لم تنتشر المسيحية إلَّا بعد قرون عِدة من الشدة والآلام. أما الإسلام فكان على العكس من ذلك، إذ لم يكد يمضي على ظهوره اثنا عشر عامًا حتى اعتنقه شعب بأكمله على تمام الاستعداد للتضحية والقيام بأعباء الفتح. على أن هناك ظاهرة أُخرى، ذلك أنه بينما كانت المسيحية تنتشر بين الشعوب المتحضرة وتوطد سلطانها بين الأُمم ذات المدنيات الراقية كان الشعب العربي لا يزال على بداوته الأُولى رغم اعتناقه الإسلام. نعم ! كان الجيش الإسلامي لا يخلو من بعض القبائل المُتحضرة، كما كان يضم الكثير ممن لم يكونوا بعيدين كل البُعد عن المدنيات والأفكار الدينية التي كانت سائدة بين الشعوب المجاورة لهم. إلَّا أن روح الصحراء وعوائد البداوة لم تزُل تمامًا – كما لا يخفى – من بين المتحضرين وسكان المدن منهم. لم تكن المسألة مسألة دين انتشر وبسط نفوذه فحسب على بلاد سورية وجزء عظيم من مملكة فارس القديمة. فقد كان هناك أمر آخر، ذلك أن شعبًا غريبًا غير مُثقف قد استطاع بما له من قوة وبأس أن ينفذ إلى الولايات المسيحية ويوطد سلطانه بين أنصار دين زردشت في بلاد فارس.