تلك القرى
عادل سوفوكليس
Editora: Sama Publishing House
Sinopse
وبين الأمكنة والأزمنة ومعاناة البسطاء وآلامهم تنمو أحداث الرواية مقسمة إلى خمسة أجزاء رئيسية فتبدأ الرواية بفصل قصير يحمل "عنوان من ألواح الكتابة" يتناول هجوم الفيضان على القرى المصرية، وهروب الفلاحين منه، ومرورا بسيطرة العمد وتجبرهم، وناهية بالمقطع الذي لا توجد فيه سوى كلمتين (ما سيتلو)؛ ليبدو أن كل ما سيلي من أحداث ووقائع هو جزء مما سيتلو. وما سيتلو يحكي عن عائدين من جحيم الرافد بعد سقوطها في يد الاحتلال، إلى قريتهم في سهر؛ ليعيشوا بين أكوان ثلاثة؛ قراهم قبل الهجرة، والرافد وما جرى لهم فيه على مدى عشرين عاما، ثم قراهم الآن وهنا، يحاول كلٌّ وفق ظروفه؛ فمنهم من أقام حياة كاملة ووطن نفسه على عدم العودة (عبده)؛ فزوج وأنجب، ومنهم من استطاع تسريب أمواله إلى زوجته (هندي)، ومنهم من لم يحقق شيئًا لأنه سافر في أثناء الحصار والضعف الاقتصادي، مراهنًا على تحسن الأحوال (سعيد). ينتقل النص بين الرافد وسهر؛ ففي الرافد سلسبيل زوجة عبده وأبناؤهما الثلاثة الذين يقتل منهم اثنان في انفجار حافلة في أثناء رحلة مدرسية، وهناك عبير أستاذة التاريخ الجامعية التي يقتل زوجها في انفجار المفاعل النووي، وتعتقل بعد ذلك بشهور ولا يطلق سراحها إلا بعد الاحتلال؛ فلا تجد ملاذا سوى بيت تلميذتها سلسبيل. وفي سهر أسامة الذي يعاني الأمرين ليتزوج شهد بنت أحد أثرياء قريته، لكنه يجبر على تطليقها لأنه تزوج غيرها بحثا عن الإنجاب تحت ضغط عائلته. شيئًا فشيئًا تتكشف المأساة، فأولئك الأبطال وغيرهم يدفعون ثمن الصمت والتكيف والتعايش وعدم المقاومة، وعندما يتحرك أحدهم للمقاومة يدفع الثمن غاليا سجنا كان أو قتلا. قسم سراج النص إلى خمسة أبواب حملت عناوين: "عن ألواح الكتابة" و "من سفر العودة" و "من وجع التغريبة" و "من أيام الهروب والخروج" و "في طريق عبده" وجاء كل فصل عدا الأول على نوعين رئيسيين، الأول مقاطع يرويها راو عليم، والثاني فصول معنونة باسم شخص من أشخاص الرواية، وتُحكى الأحداث على لسانه. فيما يبدو العنصر النسائي في الرواية لافتا ومؤثرا؛ من الأمهات اللاتي يرضعن أبناءهن المقاومة في "من ألواح الكتابة" ومرورا بسلسبيل والدكتورة عبير ووصولا إلى شهد التي تنتظر وتضحي من أجل حبها.