نهاية الشعرية العربية - التقشف البلاغي
د. عبدالرحمن فهمي محمد
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
في ثمانينات القرن الماضي حدث "انفتاح ثقافي – نقدي" على مناهج الفكر النقدي الأوربي، ووقعنا أسرى "وهم الحقيقة" بعد أن اقتنعنا بالمركزية الغربية، وأن قمة النظريات والعلم والفكر إنما كل ذلك نتاج الغرب، فأصبح كل جهدنا متمثلا في "الاستشهاد" بالمقولات الغربية على كل ما نقول. أنتج هذا الموقف زخما نقديا، لم يرافقه جهد نقدي تطبيقي يقنع بجدوى "الانفتاح النقدي"، وستكتشف المفارقة بين النظرية والتطبيق، وربما كان النقد التفكيكي خير مثال على ذلك، فبإمكانك الوقوف على آلاف الدراسات عن التفكيك ترجمةً وتأليفا، ستجد فيها مداخل ثقافية ممتعة عن التفكيك وتاريخه ومشروع تفكيك المركزية الأوربية والجدل حول مصطلحاته المربكة مثل الإرجاء والاختلاف، ستجد دراسات جادة حول نقاط خلافية، لكنك في ذات اللحظة إذا فتشت عن دراسة نقدية تفكيكية حقيقية يمكن أن ترفعها وتقول مطمئنا: هذه دراسة نقدية تفكيكية ستجد صعوبة ومشقة، فبعض الدراسات تقترب بصورة ما من التفكيك لكنها ليست دراسة تفكيكية بالمعنى المذهبي. وهذا نموذج على غياب البعد التطبيقي من نقدنا المعاصر. في هذا السياق تأتي قيمة هذه الدراسة لأنها تبتعد تماما عن هذا الجدل الثقافي الممتع والشائق، وتدخل مباشرة إلى مجابهة نصوص شعرية حديثة .