صلاح الدين الأيوبي وعصره
أبو النصر الفارابي
Editorial: العربية للإعلام والفنون والدراسات الإنسانية والنشر (أزهى)
Sinopsis
اختار المؤلف الكتابة عن حياة صلاح الدين؛ لأنه مؤسِّس دولة مصرية عظيمة يمكننا أن نعدَّها أُولى الدول المصرية العظمى التي لا شُبهة في مصريتها؛ فإن الدول التي سبقتها لم تكن دولًا مصرية بحتة؛ وذلك أن دولة الطولونيين والإخشيديين لم تكن دولةً بالمعنى الصحيح، بل كانت محاولات أوَّلية، ولم تكن الدولة الفاطمية بمصر دولة وطنية بالمعنى التام؛ إذ جاء الفاطميون فاتحين بعد أن تأسَّست دولتهم في شمال أفريقيا، وحتى بعد أن أصبحت مصر مركزًا لدولتهم كان المذهب الشيعي حائلًا بينها وبين المصريين من أن يندمج بعضهم في بعضٍ كلَّ الاندماج ويكوِّنوا حكومةً وطنيةً صحيحة؛ فكانت دولة صلاح الدين بمصر أول الدول الوطنية العظمى التي جعلت لمصر مكانها العالي بين دول العالم في القرون الوسطى. على أن لصلاح الدين مكانةً فوق هذه؛ وذلك أنه كان البطل العظيم الذي أحرز الشرق على يديه النصر على الغرب في ذلك النضال الهائل الذي اهتزَّ له جميع العالم، وهو النضال الديني المعروف بالحروب الصليبية.