
النافذة الغربية - قصص
سعد العبد الله الصويان
Publisher: العربية للإعلام والفنون والدراسات الإنسانية والنشر (أزهى)
Summary
كانت نظراتها في الخارج تتغير خلال الشجر على الفضاء الساكن المنبسط أمام البيت ولم يكن معها أحد إلا أفكارها. ونوافذ الحياة موصدة في وجهها إذا استثنينا واحدة. وكانت نافذة حقيقية تشرف من حجرتها على الفضاء الساكن. كان رأسها في هذه اللحظة ميدانا لمعركة ليست جديدة وليست غريبة لأنها خاضتها ضد نفسها للمرة الخمسين. إنها تريد أن تنسى رجلا! لكن تطلب النسيان ليس إلا صورة كبرى من صور الحب يعترف فيها المرء بهزيمة نفسه ويلتمس الطريق إلى التراجع في خطوات تقودها الحيرة وتغشى سبيلها الدموع. وبدرت في عينيها بوادر الدمع. وتوقفت عن الفيضان كأنها هي الأخرى لا تدري لها طريقا، ثم أنفرجت شفتاها في ارتجافة خفيفة فولدت بينهما بسمة كانت غريبة بين ملامح وجهها المحزون. ثم جعلت تتساءل عن النسيان! رأت سعادة الدنيا بكل ألوانها معبأة في برشامته السحرية، لأنها تريد أن تنسى هذا الرجل. وأصبحت تتملق النسيان بكل ما فيها من عقل وعاطفة. ذلك المعنى السلبي الخالص الذي لا نستطيع فهمه إلا إذا بحثنا له عن مقابل أو شبيه.