
للزمن بقية
سعد العبد الله الصويان
Publisher: العربية للإعلام والفنون والدراسات الإنسانية والنشر (أزهى)
Summary
العالم السفلي في هذه السفينة كان قدراً مخيفاً.. عالم مكون من الأصوات والروائح فحسب لم ير فيه وجهاً أبداً. يد فظة تقبض على كفه بطريقة توحي بأن الهمس ممنوع وتقود خطاه في دهاليز ضيقة تشع حرارة كأنها أفران. دهاليز من الفولاذ تحس العيون أنها ذات سطوة فريدة... وعلى مقربة من مؤخرة السفينة أدخل إلى مخزن فيه أكداس لا تحصى.. لكن أهم رائحة فيه هي التوابل.. وعرق الشاب وأحس بالظمأ وانبعثت منه عطسة مفاجئة فضغط البحار على كتفه تلقائياً وغمغم بالضحك.. وسار يجتاز به بين البضائع حتى رأي مرقده الممهد من القش وقصاصات الورق تدرك العيون تحت نور المصباح الصغير الذي يحمله البحار أن ناساً قد افترشوه من قبل ولابد أنهم من الهاربين. ولم يلبث البحار الذي لم يعط الشاب فرصة للكلام أن قال له بسرعة قبل أن ينصرف: "إلزم السكون. سآتي لك بالطعام.. ثم آخذك بين وقت وآخر لكي تقضي حاجتك.. (ثم غمغم غير مقتنع) نوماً هنيئاً.. ولم تلبث أشياء كثيرة أن أطبقت على هذا الشاب.. وحدة غير محدودة... وحر.. وعرق.. وظلام.. والأنكى من هذا كله.. الخوف.