أصل الأنواع
آرثر كونان دويل
Publisher: وكالة الصحافة العربية
Summary
اعترض بعض الباحثين على مذهب النشوء بقولهم : إذا كانت نباتات مصر وحيواناتها - تلك التي تكاد لا نعرف عنها شيئًا يُذكر - لم تتغير خلال الثلاثة أو الأربعة آلاف العام الماضية، فلماذا نعزو التحول إلى غيرها من أهالي بقية أقاليم الأرض؟ وعلَّق "مستر لوويس" على هذا الاعتراض ، ملاحظًا أن الأنسال الداجنة المنحوتة في بعض الآثار المصرية القديمة، أو التي حُفظت بالتحنيط، تشابه كل المشابهة الصور الباقية اليوم، أو أنها لا تكاد تفترق عنها بفارق ما.. يقولون هذا القول، وكل الطبيعيين يعتقدون اعتقادًا جازمًا، في أن هذه الصور لم تتولد في مصر إلا بتأثير التهذيب الوصفي، الذي طرأ على أصولها الأولية، وهنالك تلك الحيوانات العديدة، التي لم يطرأ على تراكيبها أي تحول منذ بداية العصر الجليدي، فقد يمكن أن تتخذ برهانًا، أثره في معارضة مذهب التطور، أنفذ سهمًا من المثال المقتطع من حيوانات مصر ونباتاتها، وبخاصة، إذا عرفنا أن تلك الحيوانات قد وقعت تحت تأثيرات كثيرة في تغير المناخ، بل إنها كثيرًا ما هاجرت مسافات شاسعة على سطح الكرة الأرضية. بينما نرى أن حالات الحياة وظروفها في مصر قد ظلت، حسبما نعرف، على وتيرة واحدة، فلم يطرأ عليها تغير ما في خلال آلاف من السنين.